03 - 05 - 2025

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (5)

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (5)

نعيش اليوم الخامس من رمضان مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.

الحديث يدعو للإيجابية التى نفتقدها فى كثير من المواقف فى مجتمعاتنا الذى تسوده "الأنامالية"، أنا ثم أنا يظهر ذلك فى السلوك من أعظم الأمور وحتى أبسطها.

والتدرج فى التعامل مع المنكر من اليد إلى اللسان إلى القلب يراعى طبيعة العمل المنكر وحجم الأضرار الناجمة والظرف الذى يتم فيه زمنيا ومكانيا وحال من يرتكبه وحال من ينهى عنه، وكذلك ظروف وطبيعة المجتمع الذى يقع فيه المنكر.

وقوله صلى الله عليه وسلم وذلك أضعف الإيمان لا يعنى أن من ينكر بقلبه ضعيف الايمان، وإنما المراد أن ذلك أدنى الإيمان وذلك أن العمل ثمرة الإيمان، وأعلى ثمرة للايمان فى باب النهى عن المنكر أن ينهى بيده والتغيير باليد يكون لولاة الأمر، الأب فى بيته مع أولاده والقاضى فيما يوكل إليه من أمور.

والرفض بالقلب فيه رفع للحرج عندما نعجز عن التغيير بالفعل أو القول، وقد مدحه الله وجعله صفة من صفات أهل الإيمان "وإذا مروا باللغو مروا كراما"

وحديث النهى عن المنكر يدعمه من القرآن الكثير من الآيات

(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) التوبة 71

(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) أل عمران-104

(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ) لقمان -17

وفى صفة الايجابية التى غابت يحضرنا موقف الاعتداء على طالبة داخل مدرسة لدرجة الدهس وإحداث عاهة مستديمة  والطلاب إكتفوا بالمشاهدة والتصوير .

والكثير من المواقف التى  يعج بها الشارع تغيب فيها صفة الايجابية ويصل الأمر إلى وقوع جرائم وضياع حقوق، فلا خير فى مجتمع "الأنا "

ديننا  الاسلامى ونبينا وحبيبنا يدعونا للإيجابية التى تغير مجتمعاتنا للأفضل.
------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي

مقالات اخرى للكاتب

نبضة/ مع الحبيب والأربعين النووية (30)